الخميس، 12 نوفمبر 2009

الدورة المحاسبية

الدورة المحاسبية (Accounting Cycle)

يستخدم نظام المعلومات المحاسبي وسائل وإجراءات معينة المعالجة مدخلات النظام من بيانات مالية أولية تدخل إليه بهدف تحويلها في نهاية المطاف إلى معلومات مفيدة. وتتخلص هذه الوسائل والإجراءات بـ: التحليل، التسجيل، الترحيل، الترصيد وميزان المراجعة، التسويات، ميزان المراجعة المعدّل، القوائم المالية وقيود الإقفال. وتكون هذه الخطوات في مجملها ما اصطلح على تسمية بالدورة المحاسبية.
التحليل (Analyzing): يعتبر تحليل العملية المالية الخطوة الأولى من خطوات الدورة المحاسبية، ويقوم المحاسب من خلالها بتحديد أطراف العملية المالية والحسابات المشتركة فيها، مما يمكنه من تبيان أثر تلك العملية على معادلة الميزانية:
 (الأصول = الالتزامات + حقوق الملكية)
وتستخدم هذه المعادلة في تحليل العمليات المالية انسجاماً مع الخطوة التالية وهي التسجيل باستخدام القيد المزدوج، حيث العملية المالية لها طرفان مديم ودائن، ويكون لها أثر على عناصر المركز المالي، الأصول والالتزامات وحقوق الملكية. وهنا يجب الإشارة إلى أن تحليل العمليات المالية طبقاً لمعادلة الميزانية يؤدي إلى خاصيتين في آن واحد: 1- إزدواج طرفي العملية المالية      2- توازن تأثير العملية المالية على عناصر المركز المالي.
 التسجيل (Recording): التسجيل هو الخطوة الثانية في الدورة المحاسبية، فبعد التحليل وتحديد الحسابات المشتركة في العملية يأتي التسجيل بدفتر اليومية باستخدام طريقة القيد المزدوج حيث يتكون لأي قيد محاسبي من طرفين مدين ودائن يتساويان بالقيمة، ويتكون هذين الطرفين من الحسابات التالية: الأصول، الالتزامات، حقوق الملكية، المصاريف أو الإيرادات، هذا وتطبق القواعد التالية لتحديد كيفية ظهور أحد هذه الحسابات ضمن الطرف المدين أو الدائن في القيد المزدوج.
ويمكن تقسيم القيود المحاسبية المسجلة في دفتر اليومية إلى نوعين:
1- القيد البسيط (Simple Entry): حيث يتكون هذا القيد من حسابين فقط كما هو موضح
100000 من حـ/ البنك       
      100000 إلى حـ/ رأس المال                         
2- القيد المركب (Compound Entry):  يكون أحد طرفي الحساب المدين أو الدائن أو كلاهما يضم أكثر من حساب واحد كما هو موضح:
من مذكورين          
حـ/ سيارات             
حـ/ أراضي             
حـ/ مباني              
إلى حـ/ رأس المال                                   
الترحيل (Posting):
ترحل القيود المحاسبية من دفتر اليومية إلى دفتر الأستاذ بهدف تصنيف وتبويب العمليات المالية، وهو ما يفسر احتفاظ المنشآت بدفتر الأستاذ على الرغم من كونه دفتراً اختيارياً. ويتم الترحيل عبر فتح صفحات مستقلة لكل حساب، وترحل لهذه الصفحة العمليات التي كان الحساب طرفاً فيها. ويمكن توضيح خطوة الترحيل من خلال المثال رقم (2) عندما قام المحاسب بتسجيل عملية 1/1/2006:
من حـ/ مذكورين       
3200 حـ/ بنك         
14000 حـ/ معدات         
46000 إلى حـ/ رأس المال                                 

ومن ثم سيقوم بترحيلها إلى الحسابات ذات الصلة. ويجب الإشارة هنا إلى أنواع الحسابات التي يضمها دفتر الأستاذ
الحسابات الشخصية: وهي حسابات تمثل الأشخاص الطبيعيين كحسابات رأس المال والمسحوبات أو المعنويين كالشركات والهيئات
 الحسابات الحقيقية: وهي حسابات تمثل ممتلكات المنشأة وأصولها كالآراضي والمباني والبضاعة.. الخ
 الحسابات الوهمية( الإسمية ) : وهي حسابات المصاريف والإيرادات وهي الحسابات التي تخص فترة مالية واحدة. كمصاريف الإدارة والعموم والبيع والتوزيع بالإضافة إلى حسابات المبيعات والإيرادات المختلفة.
الترصيد وميزان المراجعة
يتبع الترصيد عملية الترحيل حيث يقوم المحاسب بعد استكمال عملية الترحيل إلى كل الحسابات في دفتر الأستاذ، يقوم بجمع الأرصدة المدينة والدائنة لكل صفحة (حساب) ويقارن بين الرصيدين لإيجاد الفرق وتسجيله إلى الجانب الأقل فيصبح رصيداً للحساب. وتجمع هذه الأرصدة في ميزان المراجعة الذي يتكون من مجموعة أرصدة مدينة وأخرى دائنة تتساويان بالقيمة. ويعتبر ميزان المراجعة في حال تساوي الأرصدة المدينة والدائنة أحد المؤشرات على صحة تسجيل وتبويب العمليات المالية، وبناءً عليه يمكن تعريف ميزان المراجعة بأنه كشف يبيّن أرصدة جميع الحسابات الظاهرة في دفتر الأستاذ، هذا وتكون أرصدة الأصول دائماً مدينة، والالتزامات دائماً دائنة وكذلك حقوق الملكية، أما المصاريف فتكون أرصدتها مدينة والإيرادات ذات أرصدة دائنة،
 التسويات الجردية:
تسجل قيود التسوية بناءً على أساس الاستحقاق الذي يقول بضرورة الاعتراف بالإيرادات والمصروفات التي تخص الفترة المالية بغض النظر عن طبيعتها سواءً أكانت نقدية أم آجلة. وهو ما ينسجم مع مبدأ المقابلة بين إيرادات الفترة المالية ومصروفاتها. وللتأكد من تحميل كل فترة مالية بما لها وما عليها، يتم عمل قيود التسوية التي تضمن تعديل أرصدة بعض الحسابات التي تخص أكثر من فترة مالية، ويجب الإشارة إلى أن قيود التسوية تتكون دائماً من إيراد أو مصروف ومن أصل أو التزام. وتصنف التسويات إلى نوعين: مستحقات ومقدمات:
أ- المستحقات (Accruals): وهي نوعين :

1) الإيرادات المستحقة القبض: وهي إيرادات تم اكتسابها ولكنها لم تقبض بعد أو لم تسجيل في الدفاتر، وأهم الأمثلة على هذا النوع من التسويات هي إيراد الخدمات المستحقة القبض، إيراد الفوائد المستحقة القبض، وإيراد الإيجارات المستحقة القبض ويكون قيد التسوية في مثل هذا النوع من التسويات على الشكل التالي:
      من حـ/ الأصل
                             إلى حـ/ الإيراد
2) المصاريف المستحقة الدفع: وهي مصاريف استحقت خلال الفترة ولكنها لم تسدد أو لم تسجل بعد ، وأكثر الأمثلة الشائعة على هذا النوع من التسويات هي: الإيجارات المستحقة الدفع، الرواتب المستحقة الدفع، والفوائد المستحقة الدفع، ويكون قيد التسوية في مثل هذا النوع من التسويات على النحو التالي:
   من حـ/ المصروف
                           إلى حـ/ الالتزام
ب- المقدمات (Prepaid) وهي نوعين أيضاً: المصاريف المدفوعة مقدماً والإيرادات المقبوضة مقدماً، ويحتاج هذا النوع من التسويات من المحاسب التأكد من كيفية تسجيل العملية الأصلية ذات الصلة، وكيف ظهر رصيد الحساب المعني بالتسوية في ميزان المراجعة الأصلي، ومن ثم يتم تسجيل قيد التسوية اللازم.
(1) المصاريف المدفوعة مقدماً: وهي مصاريف دفعت نقداً ولكنها تغطي أوتخص أكثر من فترة مالية، وبالتالي يجب على المحاسب تخصيص المبالغ المدفوعة على السنوات ذات الصلة وأهم الأمثلة على هذه المصاريف الإيجارات المدفوعة مقدماً، والتأمين المدفوع مقدماً. ويتحدد قيد التسوية للمصاريف المدفوعة مقدماً بناءً على العملية الأصلية وما يترتب عليها من ظهور للرصيد في ميزان المراجعة، كما هو موضح :
مثال (4): دفعت منشأة في 1/10/2005 مصروف تأمين عن 18 شهراً، حيث بلغ إجمالي هذا القسط 1800 دينار، يمكن للمحاسب أن يسجل هذه العملية في 1/10/2005 بطريقتين:
الحالة الأولى : تسجيل التأمين كمصروف  أو  الحالةالثانية : تسجيل التأمين كأصل
1800 من حـ/ مصاريف تأمين                                        1800من ح/ تأمين مدفوع مقدما
                   1800 إلى حـ/ النقدية                                                 1800إلى ح/ النقدية
وينتج عن ترحيل هذه العمليات المالية ظهور أرصدة التأمين المدفوع في ميزان المراجعة كما يلي:

مدين        دائن             اسم الحساب                             مدين         دائن                    اسم الحساب
1800     -     مصروف تأمين                         1800            -                  تأمين مدفوع مقدماً

في هذه الحالة يسجل قيد تسوية يضمن تخفيض               في هذه الحالة يسجل قيد تسوية يضمن تخفيض
مصروف الفترة من 1800 إلى 300 فقط                     الأصل من 1800 إلى 1500 فقط.





  




الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

مدخل للمحاسبة ( الإطار النظري ) - الجزء الثاني- محاسبة مالية




خصائص المعلومات المحاسبية

أن الأهداف الأساسية للتقارير المالية تتلخص فيما يلي:
1) توفير معلومات مالية عادلة وموثوق بها عن الموارد الاقتصادية التي تمتلكها المنشأة من جهة والالتزامات المترتبة عليها تجاه المالكين والمقدمين من جهة ثانية .

2) تزويد المستخدمين وأصحاب الصلة بالتغيرات الحادثة في المركز المالي للمنشأة.
3) توفير المعلومات الكافية واللازمة لتمكين المستخدمين من اشتقاق واستخراج بعض المؤشرات الكمية المفيدة.
4) الإفصاح عن الأسس والسياسات المحاسبية المستخدمة في إعداد القوائم المالية .

حيث تقوم الشركات بتحقيق هذه الأهداف من خلال نشرها للتقارير المالية السنوية والتي تتضمن التقارير المالية الأساسية، الدخل، والوضع المالي، وقائمة التدفق النقدي كما تقوم هذه الشركات بتقديم هذه القوائم لعامين متتاليين بالإضافة إلى المعلومات الملحقة بهذه القوائم والتي توضح السياسات والأسس المحاسبية المختلفة المستخدمة من قبل الشركة لإعداد القوائم المالية.ولتعزيز محتوى القوائم المالية حتى تحقق أكبر فائدة ممكنة للمستخدمين والمستفيدين الخارجيين، لذا يجب أن تتوفر لهذه المعلومات مجموعة خصائص نوعية لتستخدم كأساس لتقييم مستوى جودة المعلومات المحاسبية المقدمة من هذه الشركات. وقد قسمت هذه الخصائص والمعايير إلى خصائص رئيسية وأخرى فرعية .

الخصائص الرئيسية(Primary Qualities):
هي الخصائص التي يجب توافرها في المعلومات المحاسبية المنشورة وإلا فقدت هذه المعلومات أهميتها وأصبحت غير مفيدة للمستخدمين
(Relevance):أولاً : الملاءمة  
تكون المعلومات المحاسبية ملائمة بمدى تأثيرها على قرار المستخدم ، وتكون عكس ذلك متى ضعف ذلك التأثير على ذلك القرار . وحتى تكون هذه المعلومات ملائمة يجب أن يتوفر فيها الخصائص الفرعية التالية : الملاءمة في التوقيت ، القدرة على التنبؤ ، والقدرة
على التقييم الارتدادي

(Timeliness) : الملاءمة في التوقيت

إن توفر المعلومات المحاسبية للمستخدم بتوقيت مناسب يساعده في اتخاذ القرار المناسب ، بينما تفقد هذه المعلومات قوتها في التأثير لى القرارات عند توفرها للمستخدم بزمن غير كافٍ أو توقيت غير ملائم . ولعل دعوة الهيئات والمؤسسات المهنية والعلمية المحاسبية للشركات إلى إصدار التقارير والقوائم المالية السنوية خلال مدة محددة بعد انتهاء السنة المالية ، ومطالبتها أيضاً بإصدار التقارير
المالية الفترية الربع السنوية والنصف السنوية هي محاولة لإضفاء الملاءمة في التوقيت على هذه المعلومات والقوائم .

(Predictive Value) :القدرة على التنبؤ في المستقبل

يجب أن تساعد هذه المعلومات المستخدم وتحسن من قدرته على التنبؤ بالنتائج المتوقعة في المستقبل. ويمكن للمعلومات والتقارير المالية أن تقوم بهذا الدور من خلال الإفصاح عن نتائج الأحداث الماضية حين تصدر القوائم المالية لفترتين متتاليتين كما يمكن للتقارير المرحلية والتقارير القطاعية القيام بهذا الدور

(Feedback Value): القدرة على التقييم الارتدادي للتنبؤات السابقة

وتعرف أيضاً بالتغذية الاسترجاعية ويقصد بها قدرة المعلومات على مساعدة متخذ القرار والمستخدم في تقييم صحة توقعاته السابقة، وبالتالي تقييم نتائج القرارات التي سبق وأن اتخذها بناءً على هذه التوقعات

(Reliability):(ثانياً: إمكانية الاعتماد (الوثوق

ويقصد بها الثقة بالمعلومات المتوفرة ومصداقيتها وبالتالي إمكانية الاعتماد عليها. ويمكن لهذه الخاصية أن تتوفر بالمعلومات المقدمة للمستخدم إذا توفرت بها الخصائص الثانوية التالية

إمكانية التحقق من المعلومات

 الصدق في التعبير عن الظواهر والأحداث الاقتصادية.

 حيادية المعلومات.

(Verifiability): إمكانية التحقق من المعلومات 
ويقصد بها تطابق النتائج التي يتوصل لها شخص معين إذا استخدم أساليب محددة من القياس والإفصاح مع نتائج شخص آخر استخدم هو الآخر نفس الأساليب في القياس والإفصاح . وتكمن أهمية هذه الخاصية بنفي التحيز الذي قد ينشأ عن الشخص الذي يقوم بعملية القياس ، ويؤدي ذلك بالتالي إلى ما يعرف بحيادية المعلومات وتجردها

(Representational faithfulness) الصدق في التعبير عن الظواهر والأحداث الاقتصادية

وهي ما يتعارف عليه في المحاسبة بالموضوعية (Objectivity) الموضوعية في القياس والموضوعية في التقرير . ويقصد بالموضوعية تمثيل المضمون والجوهر وليس مجرد الشكل ، ويجب الإشارة هنا إلى أن توفر هذه الخاصية يتطلب تجنب نوعين من التحيز وهما: أ) تحيز في عملية القياس والذي ينشأ نتيجة لاستخدام سياسة معينة كتقييم الأصول بالكلفة التاريخية أو اتباع سياسة الحيطة والحذر.
ب) تحيز القائم بعملية القياس : وهو إما أن يكون مقصوداً من قبل المحاسب أو غير مقصود نتيجة لقلة خبرته .

(Information neutrality) حيادية المعلومات 

ويقصد بحيادية المعلومات هنا خلوها من تحيز المعد لها، والذي قد يهدف من خلال هذا التحيز إلى التأثير على مستخدم هذه المعلومات وعلى القرار الذي ينوي اتخاذه. ولعل ما يمكن أن يشعر المستخدم بتوفر كل الخصائص السابقة في المعلومات المقدمة له ولو بشكل جزئي التقرير الذي يقدمه مدقق الحسابات ويشهد فيه بأن البيانات الواردة في القوائم المالية إنما تعكس بصورة واضحة الوضع المالي للشركة ونتائج أعمالها وأن هذه البيانات قد أعدت وفقاً للمبادئ المحاسبية المتعارف عليها .

الخصائص الثانوية (Secondary Qualities) وهي الخصائص التي يتيح توفرها فائدة أكبر للمعلومات ولعل توفرها يعزز من فائدة الخصائص الرئيسة التي سبق ذكرها. وتتلخص هذه الخصائص بـ: القابلية للمقارنة والثبات، وهما خاصيتان متداخلتان كما سنوضح:


(Comparability) :أ) قابلية المعلومات للمقارنة
إن استخدام المعلومات في إجراء المقارنات يشكل أمراً هاماً وأساسياً للمستخدم، وذلك لعدم توفر مقاييس مطلقة لتقييم الأداء. ويسعى المستخدم من خلال توفر هذه الخاصية إلى إجراء المقارنات في المنشأة الواحدة لسنوات متعددة أملاً في رصد التغيرات وتفسيرها ، كما يسعى لإجراء المقارنات بين الوحدات والمنشآت المختلفة في القطاع الواحد لتقييم أدائها والتعرف على مواضع الضعف والقوة فيها، وهم ما لا يمكن الحصول عليه في أحيان كثيرة دون إجراء مثل هذه المقارنات. وتتداخل هذه الخاصية بخاصية الثبات حيث لا يمكن أصلاً إجراء المقارنات قبل ضمان خاصية الثبات بالمعلومات.

  (Consistency)ب) الثبات
وتعرف أيضاً بالتماثل وهي خاصية إن توفرت مكنت المستخدم من إجراء المقارنات في المنشأة الواحدة أو بين المنشآت المتعددة ويقصد بالتماثل والثبات تطبيق نفس الطرق والأساليب المحاسبية في المنشأة الواحدة لسنوات متعددة أو تطبيق هذه الطرق والأساليب في المنشآت المتعددة .ويقصد بالسياسات والطرق المحاسبية الموحدة على سبيل المثال :استخدام نفس طريقة إهلاك الأصول وطرق تقييم المخزون ، كما يقصد بها استخدام نفس التصنيفات في الإفصاح عن بنود القوائم المالية والثبات على طريقة عرض هذه البنود ، حيث يوفر كل ذلك إمكانية إجراء المقارنات والخروج باستنتاجات منطقية قد لا تتوفر في حال عدم توفر خاصية الثبات .

من كل ما سبق يتضح لنا أن التركيز قد انصب على قاعدة عامة مفادها ضرورة أن تكون مخرجات النظام المحاسبي ذات فائدة للمستخدم عند اتخاذه للقرار وتقع المسؤولية على المحاسب ومعدي التقارير المالية مهمة المواءمة بين مختلف واهتمامات المستخدمين لهذه التقارير. حيث التفاوت بمدى فهم وإدراك مستويات هؤلاء المستخدمين، مما يعني ضرورة الأخذ بالاعتبار المستوى العادي للفهم والإدراك لبعض منهم، كما يجب الأخذ بالاعتبار اهتماماتهم المتعددة حيث لم تعد هذه التقارير لطائفة معينة دون أخرى.



 






الخميس، 5 نوفمبر 2009

مدخل للمحاسبة ( الإطار النظري ) - الجزء الأول - محاسبة مالية

التعريف:
" يهدف نظام المعلومات المحاسبي بشكل أساسي إلى تزويد المستخدمين وأصحاب الصلة بالمشروع بالمعلومات اللازمة لمساعدتهم في اتخاذ قراراتهم الاقتصادية المختلفة،ولعل ذلك يبدو واضحاً من تعاريف المحاسبة المختلفة التي نسوق منها:

" المحاسبة " علم وفن يهتم بتحليل وتسجيل وتبويب العمليات المالية وتلخيصها وتفسيرها لتقديمها لأصحاب الصلة لاتخاذ القرارات اللازمة.
" المحاسبة " نظاماً للمعلومات (Accounting Information System ) يهتم بتحديد وقياس وتوصيل معلومات كمية عن الوحدة الاقتصادية ، يمكن استخدامها في عمليات التقييم واتخاذ القرارات من قبل الأطراف أو الفئات المستخدمة لهذه المعلومات".
" المحاسبة " نشاط خدمي(Service Activity) وظيفته تقديم معلومات كمية ذات طبيعة مالية عن الأنشطة الاقتصادية في المنشآت لمتخذي القرارات بهدف ترشيد قراراتهم واستخدام أمثل للموارد المتاحة".

وتبين هذه التعريفات في مجملها أن للمحاسبة 3 وظائف رئيسة هي: تحديد (Identifying) البيانات التي يمكن تجميعها تمهيداً لإدخالها للنظام لمعالجتها وتشغيلها (Processing) ومن ثم توصيلها (Communicating) للمستخدمين . وتظهر هذه الوظائف أجزاء نظام المعلومات المحاسبي الثلاث : المدخلات ووسائل المعالجة والتشغيل ومخرجات النظام المحاسبي .
أما مدخلات النظام المحاسبي (Inputs) والتي يتم تجميعها وحصرها تمهيداً لإدخالها للنظام لمعالجتها فهي عبارة عن الأحداث الاقتصادية في المنشآت وهي أحداث وعمليات ذات طبيعة مالية ، لذا يطلق عليها البيانات المالية (Financial Data) حيث لا يستطيع هذا النظام التعامل إلا مع هذا النوع من البيانات وهي ناتجة عن عمليات مالية تكون المنشأة صاحبة النظام المحاسبي طرفاً فيها، ويتم التعبير عنها بوحدة النقد المستخدمة، كما يتم تفريغ هذه البيانات وتجميعها من الوثائق والمستندات المختلفة. وقد عبر التعريف عن عمليات وإجراءات هذا الجزء من النظام بالمصطلح تحديد (Identifying).
 وسائل التشغيل (Processing Means): وهي الوسائل والإجراءات التي يستخدمها النظام لمعالجة البيانات الأولية (المدخلات)، لتحويلها إلى معلومات مفيدة في نهاية المطاف (المخرجات). وهذه الوسائل تتلخص بإجراءات: التسجيل والتصنيف والتلخيص والتقرير، حيث يتم تنفيذ هذه الإجراءات بالدفاتر والسجلات المحاسبية المختلفة كدفاتر اليومية والأستاذ والدفاتر المساعدة، وقد عبر التعريف عن هذه العمليات من النظام المحاسبي بالقياس (Measurement).
أما الجزء الثالث من نظام المعلومات المحاسبي وهو المخرجات فقد عبر عنها التعريف بالتوصيل (Communicating)، وهي من أهم وظائف المحاسبة على الإطلاق ، خاصة في عالم تأخذ فيه المعلوماتية حيزاً كبيراً. فالمخرجات في النظام المحاسبي تتكون من تقارير وقوائم مالية يتم تجهيزها وعرضها بشكل منظم ومفهوم حتى يستطيع المستخدم الاستفادة منها وتتكون هذه التقارير من نوعين تقارير داخلية وتقارير خارجية . وبذلت جهوداً حثيثة من مختلف الجهات والمؤسسات الأكاديمية والمهنية لتعزيز هذه المخرجات وجعلها أكثر إفادة للمستخدم.

الأهداف:
يمكن تلخيص الأهداف الأساسية للمحاسبة بما يلي :
- تقديم المعلومات اللازمة والملائمة لاحتياجات المستفيدين والمستخدمين .
- القياس الدوري لدخل المنشأة .
- تقديم معلومات عن الموارد الاقتصادية للمنشأة ومصادرها .
- تقديم معلومات عن التدفقات النقدية .

المصطلحات المحاسبية الأساسية
- الأصول: هي منافع اقتصادية متوقع الحصول عليها في المستقبل وأن الوحدة المحاسبية قد اكتسبت حق الحصول على هذه المنافع أو السيطرة عليها نتيجة أحداث وقعت أو عمليات تمت في الماضي.
- الالتزامات: تشكل الالتزامات أحد مصادر التمويل في المنشآت وهي المصدر الخارجي للتمويل وتعرف بأنها منافع اقتصادية من المتوقع التضحية بها مستقبلاً في شكل التزام قائم بالفعل على الوحدة المحاسبية حيث يتم ذلك بتحويل أصول أو تقديم خدمات لوحدة أو وحدات أخرى وذلك نتيجة لأحداث وعمليات تمت في الماضي.
- حقوق الملكية : هي مصدرالتمويل الداخلي في المنشآت، وتعرف بصافي الأصول وهو ما يتبقى من الأصول بعد طرح الالتزامات ، وتشمل بشكل أساسي على رأس المال والأرباح المحتجزة والاحتياطيات .
- الإيرادات : هي مقدار زيادة الأصول أو نقص الخصوم أو كليهما معًا ، خلال مدة زمنية معينة الناتجة من إنتاج السلع أو بيعها،أو السماح للوحدات الأخرى باستخدام الأصول التي تملكها،أو تقديم الخدمات ، أو تأدية أنشطة أخرى تستهدف الربح مما يشكل الأعمال الرئيسية المستمرة للمنشأة.
- المصروفات: المصروف هو انقضاء أصل أو تحمل التزام أو كلاهما معا خلال فترة زمنية معينة ، نتيجة إنتاج السلع أو بيعها،أو السماح للوحدات الأخرى باستخدام أصول المنشأة أو تأدية خدمات للغير وغير ذلك من الأنشطة التي تستهدف الربح وتشكل العمليات الرئيسية المستمرة للمنشأة.
- المكاسب: المكاسب هي زيادة في حقوق أصحاب رأس المال(صافي الأصول) تنتج من العمليات العرضية أو الفرعية للمنشأة مع غيرها من الوحدات،والظروف والأحداث الأخرى التي تتأثر بها خلال فترة زمنية معينة،وذلك بخلاف الزيادة في صافي الأصول التي تنتج من الإيرادات أو من استثمارات أصحاب رأس المال أو المساهمات الرأسمالية من غير أصحاب رأس المال.
- الخسائر: هي نقص في حقوق أصحاب رأس المال( صافي الأصول) ينتج من العمليات العرضية أو الفرعية للمنشأة مع غيرها من الوحدات ومن الأحداث والظروف الأخرى التي تتأثر بها المنشأة خلال فترة زمنية معينة، وذلك بخلاف النقص في صافي الأصول الذي يترتب على المصروفات أو التوزيعات على أصحاب رأس المال.
- صافي الدخل (صافي الخسارة) : صافي الدخل (صافي الخسارة) عن مدة زمنية معينة هو مقدار الزيادة(النقص( في حقوق أصحاب رأس المال أي في صافي الأصول، وينتج صافي الدخل (صافي الخسارة) من الإيرادات والمصروفات والمكاسب والخسائر التي ترتبط بتلك الفترة الزمنية، ويتضمن ذلك كافة التغيرات في صافي الأصول خلال تلك الفترة فيما عدا التغيرات التي تنتج من استثمارات أصحاب رأس المال أو التوزيعات عليهم أو المساهمات الرأسمالية من مصادر أخرى غير أصحاب رأس المال.

مفاهيم القياس والاعتراف المحاسبي :
تعتبر مخرجات النظام المحاسبي بما تتضمنه من تقارير وقوائم مالية المادة الأساسية التي يستند إليها المحلل المالي في إنجاز تحليله ، ويتوجب عليه حتى يستفيد منها بشكل كبير أن يكون ملماً إلماماً جيداً بمفاهيم القياس والاعتراف المحاسبي التي أعدت طبقاً لها هذه القوائم المالية. وطبقاً لـFASB فإن الإطار المفاهيمي للمحاسبة فإن مفاهيم القياس والاعتراف المحاسبي تتكون من : الفروض المحاسبية، المبادئ المحاسبية، والقيود المحاسبية، وقد صيغت هذه المفاهيم حتى تكون إطاراً عاماً يسترشد به جموع المحاسبين والممارسين للمهنة.

أولاً : الفروض المحاسبية (Accounting Assumptions) :
- الاستقلالية (Entity) أو الوحدة المحاسبية (Accounting Entity) وينص الفرض على إعداد القوائم المالية للوحدة المحاسبية بمعزل عن أنشطة ملاكها أو أي وحدة محاسبية أخرى. حيث تحتفظ المنشأة بسجلات ودفاتر محاسبية خاصة بها، ولعل اعتبار الملاك كغيرهم من الدائنين، والتزام المنشأة تجاههم كالتزامها تجاه الآخرين هو شكل من أشكال ممارسة هذا الفرض المحاسبي، ويجب الإشارة هنا إلى أن الاستقلالية لا تعني فقط الاستقلالية للوحدة المحاسبية عن ملاكها بل قد تشمل استقلالية الأقسام والفروع المختلفة داخل المنشأة الواحدة ، رغم الإفصاح في نهاية المطاف عن أنشطة هذه الأقسام في قوائم مالية موحدة.

- الاستمرارية (Going Concern) : ويقصد بالاستمرارية الافتراض بأن المشروع مستمراً ما لم يثبت عكس ذلك، حيث يقوم المحاسبون تحت هذا الافتراض بإعداد قوائمهم المالية ، مما يعني إبراز وتقييم الأصول الثابتة بكلفها التاريخية والاستمرار بإهلاكها من سنة مالية إلى أخرى طالما المنشأة مستمرة في استخدام هذه الأصول لذا لا يلجأ المحاسبون إلى تقييم الأصول الثابتة بقيمها السوقية لطالما لا يوجد نية لبيع هذه الأصول أو نية لتصفية المنشأة وبالتالي التخلص من أصولها المختلفة.

- وحدة القياس النقدي (Monetary Unit) : يعتبر هذا الفرض المحاسبي حجر الأساس في القياس المحاسبي، حيث ينص على اعتبار وحدة النقد الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الأحداث الاقتصادية وقياسها. وبدون وحدة القياس هذه، لا يمكن للمحاسب تقييم البنود المختلفة في القوائم المالية، حيث لا يمكننا القول بأن المنشأة تمتلك الأصول التالية: 5 سيارات، ومبنى واحد، و4 دونمات من الأرض، بينما يمكننا التعبير عنها كلها بوحدة قياس واحدة وهي النقود، وعلى الرغم من أهمية هذا الفرض في القياس المحاسبي، وسهولة تطبيقه وفهمه، وشيوع استخدامه، إلا أنه لا يخلو من بعض نقاط الضعف التي يتوجب على المحلل المالي أن يأخذها بالاعتبار عند قيامه بالتحليل، والتي يمكن أن نستعرضها كما يلي : أولاً : نطاق الفرض والذي يقتصر على العمليات المالية فقط، حيث لا يتعامل هذا الفرض المحاسبي إلا مع تلك العمليات التي يمكن ترجمتها أو التعبير عنها بالنقود في حين يتجاهل الكثير من الأحداث الأخرى ذات التأثير المهم على محمل الأنشطة في المنشآت والتي لا يمكن قياسها بالنقد كعلاقات العمال بعضهم ببعض أو علاقاتهم بالإدارة ....

ثانياً : الافتراض بأن وحدة القياس النقدي هي وحدة ثابتة مثلها مثل وحدات القياس الأخرى كالمتر والكيلو غرام، وهي ليست كذلك، بل هي وحدة غير ثابتة بسبب ما قد يطرأ على قوتها الشرائية من تغيير، مما يؤدي إلى عدم تجانس الأرقام المحاسبية بين الفترات المالية المتلاحقة والفترة المالية الواحدة وبالتالي الحصول على نتائج غير دقيقة، وهذا يستوجب من المحلل أخذ نقاط الضعف هذه بالاعتبار والتعامل معها بما يضمن دقة التحليل وصحة استنتاجاته.

- الدورية (Periodicity) : ويتم بموجب هذا الفرض تقسيم عمر المنشأة إلى فترات زمنية متساوية بقصد التعرف وبشكل دوري على نتائج أعمالها، وتزويد المستخدمين بهذه النتائج بانتظام سواء كان ذلك بإصدار القوائم السنوية أو النصف سنوية أو غيرها. مما يجعل المستخدمين وأصحاب الصلة بصورة الأوضاع المالية في المنشأة ونتائج أعمالها وبشكل مستمر بدلاً من الانتظار لفترة طويلة لمعرفة ذلك. ويجب الإشارة هنا إلى أنه كلما انخفضت الفترة المالية التي يتم التقرير عنها كلما كان يجب على المحلل أن يتوقع بيانات أقل دقة في القوائم المالية المتوفرة.

ثانياً : المبادئ المحاسبية (Accounting Principles)
- الكلفة التاريخية (Historical Cost)
: يرتبط هذا المبدأ بفرض الاستمرارية، وينص على تقييم الأصول الثابتة بكلفتها التاريخية على اعتبار أن هذه الكلفة أكثر موضوعية وقابلية للتحديد من المقاييس الأخرى المستخدمة في هذا المجال كالكلفة الجارية، وسعر السوق. كما يجب الإشارة إلى أن الكلفة التاريخية تستخدم كذلك في تقييم الالتزامات حيث تنشأ هذه الالتزامات على المنشأة نتيجة لحصولها على الأصول أو الخدمات بالأجل، وتسجل هذه الأصول والخدمات بكلفة الحصول عليها. وبرغم أهمية هذا المبدأ في الفكر والقياس المحاسبي إلا أنه من أكثر المبادئ المحاسبية إثارة للانتقاد سواء كان ذلك من جموع المحاسبين أو المستخدمين، ويمكن تلخيص أهم هذه الانتقادات بالنقاط التالية: أ) التعارض الناشئ مع مبدأ مقابلة الإيرادات بالمصروفات حيث تقاس الإيرادات بالقيم الجارية بينما تقاس المصروفات بالقيم التاريخية مما يظهر عدم موضوعية المقابلة. ب) عدم موضوعية استخدام مبدأ الكلفة التاريخية في حال التغيرات الكبيرة في الأسعار الخاصة بعناصر الأصول والالتزامات، حيث تقيم هذه العناصر بقيم بعيدة كل البعد عن قيمها الجارية مما يفقد هذه القوائم المالية كثيراً من فوائدها.لذا ونتيجة لهذه الانتقادات فقد شهدت الأوساط المحاسبية ظهور مناهج جديدة خرجت عن مبدأ الكلفة التاريخية كالكلفة التاريخية المعدلة والكلفة الجارية، كما ظهرت تطبيقات وممارسات محاسبية مناقضة لمبدأ الكلفة التاريخية كإعادة تقييم الأصول في حال الأصول المستهلكة دفترياً والتي ما زالت تمثل طاقة إنتاجية مستقبلية وحالة الانخفاض الدائم من قيمة الأصول الثابتة نتيجة تقادمها … الخ.
- تحقق الإيراد (Revenue Realization) : يعرف الإيراد بأنه التدفقات الداخلة إلى الوحدة أو أي زيادة في أصولها أو تسديد لخصومها أو كليهما معاً، حيث تنشأ هذه التدفقات نتيجة لإنتاج أو بيع السلع وتأدية الخدمات للغير أو أي أنشطة أخرى مما يشكل الأعمال الرئيسية المعتادة والمستمرة. ويوضح هذا المبدأ توقيت الاعتراف بالإيراد وكيفية توزيعه فيما بين الأنشطة والفترات. ويعتبر الإيراد متحققاً بشكل عام في المنشآت عند نقطة إتمام البيع (Point of Sale)، أي بمجرد حدوث عملية البيع وتبادل السلع والخدمات بين المنشأة والغير. وتعتبر نقطة البيع أساساً صالحاً لاعتبار الإيراد متحققاً حيث تكتمل عندها دورة النشاط المؤدية لاكتمال الإيراد ويمكن حينها فقط التعبير عن قيمة الإيراد وتحديده بموضوعية. ويجب الإشارة هنا إلى وجود أسس أخرى مستخدمة لاعتبار الإيراد متحققاً غير نقطة البيع، وهي :
أ) عند الانتهاء من الإنتاج (End of Production): ويعترف هنا بالإيراد عند اكتمال الإنتاج وقبل البيع وتبادل السلعة حيث يكون السعر للسلعة محدداً وتتوفر لها سوق نشطة جاهزة يتم فيها تداول السلعة وبيعها، وأفضل مثال على ذلك سلع الصناعات الاستخراجية والسلع النمطية كالنفط والذهب والفضة كما يمكن أن يستخدم هذا الأساس في حال بعض المنتجات الزراعية ، وباختصار يمكن استخدام هذا الأساس في حال توفر الشروط التالية : 1) إمكانية بيع الإنتاج بأكمله 2) سوق منتظمة للسلعة أو المنتج 3) أسعار بيع محددة.

ب) عند استلام النقدية (Receipt of Cash): يستخدم هذا الأساس عندما يكون تحصيل قيمة السلع أو الخدمات على درجة عالية من عدم التأكد، وغالباً ما يستخدم في المنشآت التي يكون فيها فترة تقديم الخدمات فترة قصيرة كما هو الحال في المؤسسات الحكومية والمهن غير التجارية، وطبقاً لهذا الأساس فإن تحقق الإيراد يكون بتحصيل النقدية وليس بالبيع أو الإنتاج.

ج) أثناء الإنتاج (During Production): وتعتبر عقود المقاولات والإنشاءات الطويلة الأجل أحد أهم مجالات تطبيق هذا الأساس، حيث يتطلب العقود في هذه الشركات وقتاً طويلاً لإنجازها تمتد لأكثر من فترة مالية واحدة، كما أنها قد تتلقى مبالغ مالية تحت الحساب، أو مبالغ على دفعات أو قد لا تتلقى شيئاً إلا بعد اكتمال تنفيذ العقد، مما يجعل من الضروري توزيع الإيراد على سنوات العقد أو المقاولة ، ويتم هذا التوزيع على أساس نسبة الإتمام (Percentage of Completion)، حيث يوزع الإيراد على أساس نسبة ودرجة التقدم في تنفيذ المشروع.
 
- مقابلة الإيرادات بالمصروفات (Matching) : تتلخص أهمية هذا المبدأ في كونه يشكل مدخلاً أساسياً لتحديد الدخل المحاسبي حيث يتم بموجبه المقارنة والمقابلة بين إيرادات الفترة المالية من جهة ومصاريفها من جهة أخرى للتعرف على نتائج الأعمال وقد عرف هذا المدخل بمدخل العمليات (Transactions Approach) وهو المدخل الأكثر انسجاماً مع كون المحاسبة نظاماً للمعلومات وكونها نشاطاً خدمياً يسعى لخدمة أصحاب الصلة والمستفيدين، حيث يتم من خلاله التعريف بمصادر الدخل ومكوناته والأهداف والعمليات والظروف التي أدت إلى تحقيقه. ولعل أهم ما يميز هذا المبدأ المحاسبي: أولاً : استناده إلى العلاقة السببية بين الإنجازات المتحققة خلال فترة زمنية معينة (الإيرادات) وبين المجهودات المبذولة خلال نفس الفترة (المصروفات) للحصول على تلك الإيرادات، وثانياً: استخدامه كأساس لتطبيق الكثير من المعالجات المحاسبية مثل: إهلاك الأصول الثابتة، توزيع تكاليف البحث والتطوير، وتكاليف استكشاف الأصول والموارد الطبيعية..
- الإفصاح الشامل (Full Disclosure) :
ينص هذا المبدأ على ضرورة احتواء التقارير المالية المنشورة من قبل الشركات على كل المعلومات اللازمة والضرورية لخدمة متخذي القرار والمستخدمين . إن تطبيق مبدأ الإفصاح لا يعني بالضرورة الإفصاح عن كل شئ بقدر ما يجب أن يوفر هذا الإفصاح وضوحاً وموضوعية في البيانات المفصح عنها ، مما يساعد المستخدم على فهم وتفسير محتوى القوائم الماليةينص هذا المبدأ على ضرورة احتواء التقارير المالية المنشورة من قبل الشركات على كل المعلومات اللازمة والضرورية لخدمة متخذي القرار والمستخدمين، وقد تعززت أهمية هذا المبدأ بظهور الشركات المساهمة واتساع دورها في اقتصاديات الدول، مما جعل حكومات هذه الدول تقوم بإصدار تعليمات تنظم عملية الإفصاح في القوائم المالية لهذه الشركات، كما ظهرت هيئات الإفصاح المسؤولة عن الأسواق المالية وقد ركزت كل هذه الجهود في مجملها على خدمة احتياجات الأطراف الخارجية والتي لا تملك معلومات كافية عن الشركات ذات الصلة بل ولا تملك سلطات أو صلاحيات تخولها من الحصول على المعلومات الكافية لخدمة أهدافها، لذا فإن مبدأ الإفصاح الشامل أخذ في الحسبان الاعتبارات التالية:
1) نظراً للاحتياجات المختلفة للمستخدمين فإنه يمكن مقابلة هذه الاحتياجات عبر إصدار القوائم المالية ذات الأغراض العامة (General Purpose of Financial Statements) .
2) يجب الإفصاح عن القوائم المالية التالية لخدمة أصحاب الصلة وهي: قائمة الدخل، قائمة المركز المالي، قائمة التغير في حقوق الملكية، وقائمة التدفق النقدي.
3) كما يجب أن تصدر الشركات أية معلومات إضافية كمية ووصفية بالإضافة إلى أية إيضاحات ضرورية، وتعتبر كل هذه المعلومات جزءاً مكملاً للقوائم المالية المنشورة. كما وتقوم المنشأة بالكشف والإفصاح عن الأمور التالية: 1) السياسات المحاسبية المتبعة من قبل المنشأة وأية تغييرات طرأت عليها 2) المكاسب والخسائر المحتمل حدوثها في المستقبل 3) الارتباطات المالية أو العقود المستقبلية 4) الأحداث اللاحقة لتاريخ إعداد القوائم المالية. إن تطبيق مبدأ الإفصاح لا يعني بالضرورة الإفصاح عن كل شئ بقدر ما يجب أن يوفر هذا الإفصاح وضوحاً وموضوعية في البيانات المفصح عنها،

القيود المحاسبية : -
أ) الأهمية النسبية (Materiality) : يوفر هذا القيد المحاسبي ضوابط مهمة لتطبيق مبدأ الإفصاح المحاسبي حيث ينص على ضرورة الإفصاح فقط عن البنود ذات الأهمية النسبية في القوائم وعدم اشتمال هذه القوائم على تفاصيل وبنود لا داعي للإفصاح عنها مما قد يسبب إرباكاً للمستخدم وتضليلاً له بل وقد يفقده القدرة على التمييز بين ما هو مهم وما هو أقل أهمية ، هذا ويوصف البند على أنه مهم نسبياً في ضوء بعض الاعتبارات الكمية والنوعية ، كقيمته النسبية ضمن مجموعة معينة ينتمي إليها ، أو طبيعته كأن يكون بنداً غير عادي أو بنداً فرضته القوانين والتعليمات .
 ب) العرف الصناعي (Industry Practice): يجب على المنشأة أن تفصح عن البنود في قوائمها المنشورة بما لا يتعارض مع الممارسة العامة في القطاع الذي تنتمي إليه وبما لا يتعارض مع المبادئ المحاسبية المعروفة، حتى لا تفقد القوائم إمكانية مقارنتها بقوائم أخرى لشركات تنتمي لنفس القطاع.
ج) الكلفة والمنفعة (Cost / Benefit): إن الإفصاح المحاسبي في القوائم المالية يجب أن لا يتعارض مع هذا القيد ، حيث أن الفائدة والمنفعة المتوقعة للمستخدم عن الإفصاح عن أي بند يجب أن تتحقق في ضوء كلفة إنتاج هذه المعلومات والإفصاح عنها، حيث أن إنتاج المعلومات والحصول عليها. يكلف المنشأة ويحملها أعباءً مالية لا داعي لها في حال ثبت عدم استفادة المستخدم من هذه المعلومات.
د) الحيطة والحذر (Conservatism): ويعرف أيضاً هذا القيد المحاسبي (بالتحفظ)، وطبقاً للتحفظ فإن على المحاسب أن يتجنب ويبتعد عن المغالاة في تقدير صافي الدخل أو صافي الأصول، كما يجب على المحاسب أيضاً أن بحذر من أية خسائر مستقبلية بل عليه أن يحتاط من وقوعها ويستعد لها في حال حدوثها، ولعل أهم التحوط أو الحيطة هو تنطبق قاعدة السوق أو الكلفة أيهما أقل عند تقييم المخزون وتكوين مخصصات الديون المشكوك فيها.
- مقدمة عن المعايير المحاسبية الدولية:
تأسست لجنة معايير المحاسبة الدولية (IASC) عام 1973 على يد المؤسسات المحاسبية الرائدة في عشر دول ، وتمثل اللجنة في الوقت الحاضر 104 مؤسسة محاسبية مهنية من 78 بلداً وهي الهيئة المستقلة الوحيدة التي عهدت إليها المؤسسات المحاسبية المهنية بمسؤولية وسلطة إصدار معايير محاسبية دولية ويقوم بإدارة أعمال اللجنة مجلس يضم ممثلين عن 13 بلدا تساعده الأمانة الدائمة المتفرعة. وتعتمد لجنة معايير المحاسبة الدولية في هذا الصدد سياسة تقضي بأن يكون التعيين لعضوية الهيئة شاملاً لممثلين عن ثلاثة بلدان نامية على الأقل. كما ينص دستور اللجنة على أن يضم المجلس أيضاً ممثلين لا يزيد عددهم عن أربع مؤسسات دولية ليست هيئات محاسبة مهنية وإنما لها اهتمام بالتقارير المالية كلجنة التنسيق الدولية لجمعيات المحللين الماليين أولى المؤسسات غير المحاسبية في المجلس اعتبارا من 1 يناير 1986 .وتهدف اللجنة إلى :- صياغة ونشر المعايير المحاسبية لما فيه المصلحة العامة عند عرض البيانات المالية والسعي لجعلها مقبولة ومعمولا بها على نطاق عالمي.- توثيق العلاقة بين لجنة معايير المحاسبة الدولية وإتحاد المحاسبين الدولي.
- يوافق أعضاء اللجنة على دعم هذه الأهداف بالتعهد بنشر كافة المعايير المحاسبية الدولية التي يصدرها المجلس في بلدانهم وبذل مساعيهم من أجل: - التأكد من تطابق البيانات المالية المنشورة لمعايير المحاسبة الدولية من كافة الوجوه والإفصاح عن حقيقة هذه المطابقة.- إقناع الحكومات والهيئات المعنية وسلطات أسواق الأوراق المالية والأوساط التجارية بضرورة مطابقة البيانات المالية المنشورة لمعايير المحاسبة الدولية من جميع النواحي المهمة.- تشجيع قبول ومراعاة معايير المحاسبة الدولية على الصعيد الدولي.وقد صدرت اللجنة أكثر من 40 معيارا في مختلف المعالجات المحاسبية ، ومن الأمثلة عليها : - المعيار الاول " عرض البيانات الماليه " . - المعيار الثاني :" البضاعه" .- المعيار الرابع " محاسبة الاستهلاك" . - المعيار السابع : "التدفق النقدي" .

أهلا بكم

أهلا بكم

أتمنى أن تكون مدونتي هذه عند حسن حظكم ، ,ان تجدون فيها كل ما هو مفيد