الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

مدخل للمحاسبة ( الإطار النظري ) - الجزء الثاني- محاسبة مالية




خصائص المعلومات المحاسبية

أن الأهداف الأساسية للتقارير المالية تتلخص فيما يلي:
1) توفير معلومات مالية عادلة وموثوق بها عن الموارد الاقتصادية التي تمتلكها المنشأة من جهة والالتزامات المترتبة عليها تجاه المالكين والمقدمين من جهة ثانية .

2) تزويد المستخدمين وأصحاب الصلة بالتغيرات الحادثة في المركز المالي للمنشأة.
3) توفير المعلومات الكافية واللازمة لتمكين المستخدمين من اشتقاق واستخراج بعض المؤشرات الكمية المفيدة.
4) الإفصاح عن الأسس والسياسات المحاسبية المستخدمة في إعداد القوائم المالية .

حيث تقوم الشركات بتحقيق هذه الأهداف من خلال نشرها للتقارير المالية السنوية والتي تتضمن التقارير المالية الأساسية، الدخل، والوضع المالي، وقائمة التدفق النقدي كما تقوم هذه الشركات بتقديم هذه القوائم لعامين متتاليين بالإضافة إلى المعلومات الملحقة بهذه القوائم والتي توضح السياسات والأسس المحاسبية المختلفة المستخدمة من قبل الشركة لإعداد القوائم المالية.ولتعزيز محتوى القوائم المالية حتى تحقق أكبر فائدة ممكنة للمستخدمين والمستفيدين الخارجيين، لذا يجب أن تتوفر لهذه المعلومات مجموعة خصائص نوعية لتستخدم كأساس لتقييم مستوى جودة المعلومات المحاسبية المقدمة من هذه الشركات. وقد قسمت هذه الخصائص والمعايير إلى خصائص رئيسية وأخرى فرعية .

الخصائص الرئيسية(Primary Qualities):
هي الخصائص التي يجب توافرها في المعلومات المحاسبية المنشورة وإلا فقدت هذه المعلومات أهميتها وأصبحت غير مفيدة للمستخدمين
(Relevance):أولاً : الملاءمة  
تكون المعلومات المحاسبية ملائمة بمدى تأثيرها على قرار المستخدم ، وتكون عكس ذلك متى ضعف ذلك التأثير على ذلك القرار . وحتى تكون هذه المعلومات ملائمة يجب أن يتوفر فيها الخصائص الفرعية التالية : الملاءمة في التوقيت ، القدرة على التنبؤ ، والقدرة
على التقييم الارتدادي

(Timeliness) : الملاءمة في التوقيت

إن توفر المعلومات المحاسبية للمستخدم بتوقيت مناسب يساعده في اتخاذ القرار المناسب ، بينما تفقد هذه المعلومات قوتها في التأثير لى القرارات عند توفرها للمستخدم بزمن غير كافٍ أو توقيت غير ملائم . ولعل دعوة الهيئات والمؤسسات المهنية والعلمية المحاسبية للشركات إلى إصدار التقارير والقوائم المالية السنوية خلال مدة محددة بعد انتهاء السنة المالية ، ومطالبتها أيضاً بإصدار التقارير
المالية الفترية الربع السنوية والنصف السنوية هي محاولة لإضفاء الملاءمة في التوقيت على هذه المعلومات والقوائم .

(Predictive Value) :القدرة على التنبؤ في المستقبل

يجب أن تساعد هذه المعلومات المستخدم وتحسن من قدرته على التنبؤ بالنتائج المتوقعة في المستقبل. ويمكن للمعلومات والتقارير المالية أن تقوم بهذا الدور من خلال الإفصاح عن نتائج الأحداث الماضية حين تصدر القوائم المالية لفترتين متتاليتين كما يمكن للتقارير المرحلية والتقارير القطاعية القيام بهذا الدور

(Feedback Value): القدرة على التقييم الارتدادي للتنبؤات السابقة

وتعرف أيضاً بالتغذية الاسترجاعية ويقصد بها قدرة المعلومات على مساعدة متخذ القرار والمستخدم في تقييم صحة توقعاته السابقة، وبالتالي تقييم نتائج القرارات التي سبق وأن اتخذها بناءً على هذه التوقعات

(Reliability):(ثانياً: إمكانية الاعتماد (الوثوق

ويقصد بها الثقة بالمعلومات المتوفرة ومصداقيتها وبالتالي إمكانية الاعتماد عليها. ويمكن لهذه الخاصية أن تتوفر بالمعلومات المقدمة للمستخدم إذا توفرت بها الخصائص الثانوية التالية

إمكانية التحقق من المعلومات

 الصدق في التعبير عن الظواهر والأحداث الاقتصادية.

 حيادية المعلومات.

(Verifiability): إمكانية التحقق من المعلومات 
ويقصد بها تطابق النتائج التي يتوصل لها شخص معين إذا استخدم أساليب محددة من القياس والإفصاح مع نتائج شخص آخر استخدم هو الآخر نفس الأساليب في القياس والإفصاح . وتكمن أهمية هذه الخاصية بنفي التحيز الذي قد ينشأ عن الشخص الذي يقوم بعملية القياس ، ويؤدي ذلك بالتالي إلى ما يعرف بحيادية المعلومات وتجردها

(Representational faithfulness) الصدق في التعبير عن الظواهر والأحداث الاقتصادية

وهي ما يتعارف عليه في المحاسبة بالموضوعية (Objectivity) الموضوعية في القياس والموضوعية في التقرير . ويقصد بالموضوعية تمثيل المضمون والجوهر وليس مجرد الشكل ، ويجب الإشارة هنا إلى أن توفر هذه الخاصية يتطلب تجنب نوعين من التحيز وهما: أ) تحيز في عملية القياس والذي ينشأ نتيجة لاستخدام سياسة معينة كتقييم الأصول بالكلفة التاريخية أو اتباع سياسة الحيطة والحذر.
ب) تحيز القائم بعملية القياس : وهو إما أن يكون مقصوداً من قبل المحاسب أو غير مقصود نتيجة لقلة خبرته .

(Information neutrality) حيادية المعلومات 

ويقصد بحيادية المعلومات هنا خلوها من تحيز المعد لها، والذي قد يهدف من خلال هذا التحيز إلى التأثير على مستخدم هذه المعلومات وعلى القرار الذي ينوي اتخاذه. ولعل ما يمكن أن يشعر المستخدم بتوفر كل الخصائص السابقة في المعلومات المقدمة له ولو بشكل جزئي التقرير الذي يقدمه مدقق الحسابات ويشهد فيه بأن البيانات الواردة في القوائم المالية إنما تعكس بصورة واضحة الوضع المالي للشركة ونتائج أعمالها وأن هذه البيانات قد أعدت وفقاً للمبادئ المحاسبية المتعارف عليها .

الخصائص الثانوية (Secondary Qualities) وهي الخصائص التي يتيح توفرها فائدة أكبر للمعلومات ولعل توفرها يعزز من فائدة الخصائص الرئيسة التي سبق ذكرها. وتتلخص هذه الخصائص بـ: القابلية للمقارنة والثبات، وهما خاصيتان متداخلتان كما سنوضح:


(Comparability) :أ) قابلية المعلومات للمقارنة
إن استخدام المعلومات في إجراء المقارنات يشكل أمراً هاماً وأساسياً للمستخدم، وذلك لعدم توفر مقاييس مطلقة لتقييم الأداء. ويسعى المستخدم من خلال توفر هذه الخاصية إلى إجراء المقارنات في المنشأة الواحدة لسنوات متعددة أملاً في رصد التغيرات وتفسيرها ، كما يسعى لإجراء المقارنات بين الوحدات والمنشآت المختلفة في القطاع الواحد لتقييم أدائها والتعرف على مواضع الضعف والقوة فيها، وهم ما لا يمكن الحصول عليه في أحيان كثيرة دون إجراء مثل هذه المقارنات. وتتداخل هذه الخاصية بخاصية الثبات حيث لا يمكن أصلاً إجراء المقارنات قبل ضمان خاصية الثبات بالمعلومات.

  (Consistency)ب) الثبات
وتعرف أيضاً بالتماثل وهي خاصية إن توفرت مكنت المستخدم من إجراء المقارنات في المنشأة الواحدة أو بين المنشآت المتعددة ويقصد بالتماثل والثبات تطبيق نفس الطرق والأساليب المحاسبية في المنشأة الواحدة لسنوات متعددة أو تطبيق هذه الطرق والأساليب في المنشآت المتعددة .ويقصد بالسياسات والطرق المحاسبية الموحدة على سبيل المثال :استخدام نفس طريقة إهلاك الأصول وطرق تقييم المخزون ، كما يقصد بها استخدام نفس التصنيفات في الإفصاح عن بنود القوائم المالية والثبات على طريقة عرض هذه البنود ، حيث يوفر كل ذلك إمكانية إجراء المقارنات والخروج باستنتاجات منطقية قد لا تتوفر في حال عدم توفر خاصية الثبات .

من كل ما سبق يتضح لنا أن التركيز قد انصب على قاعدة عامة مفادها ضرورة أن تكون مخرجات النظام المحاسبي ذات فائدة للمستخدم عند اتخاذه للقرار وتقع المسؤولية على المحاسب ومعدي التقارير المالية مهمة المواءمة بين مختلف واهتمامات المستخدمين لهذه التقارير. حيث التفاوت بمدى فهم وإدراك مستويات هؤلاء المستخدمين، مما يعني ضرورة الأخذ بالاعتبار المستوى العادي للفهم والإدراك لبعض منهم، كما يجب الأخذ بالاعتبار اهتماماتهم المتعددة حيث لم تعد هذه التقارير لطائفة معينة دون أخرى.



 






ليست هناك تعليقات: